المتنبي

هو أحمد بن الحُسين الجُعفي، أبو الطيب، المتنبي، هذا المتنبي لا يفرغ ولا ينتهي، فإن الإعجاب بشعره لا ينتهي ولا يفرغ وقد كان نفسًا عظيمة خلقها الله كما أراد، وخلق لها مادتها العظيمة على غير ما أرادت، فكأنما جعلها بذلك زمنًا يمتد في الزمن. وكان الرجل مطويًّا على سرٍّ أُلقِي الغموضُ فيه من أول تاريخه، وهو سر نفسه، وشر شعره، وسر قوته؛ وبهذا السر كان المتنبي كالمَلِك المغصوب الذي يرى التاج والسيف ينتظران رأسه جميعًا، فهو يتقي السيف بالحذر والتلفُّف والغموض، ويطلب التاج بالكتمان والحيلة والأمل. ومن يقرأ شعر أبو الطيب متمعنًا، يعرف رجلًا أبيًّا وشاعرًا فحلًا، ويجد ثروة في الأدب ورثناها عن هذا الشاعر العبقري، ثروة من الشعر العزيز، والأدب المتعالي والحكمة القوية والخلق المنيع. والشاعر الكبير بل الإنسان العظيم أيًّا كان، يُقدر بجملته لا بتفصيله، ويُعرف بهيئته لا بتفصيل حليته، كالوجه الجميل يروعك بطلعته قبل أن يفصل نظرك محاسنه، وإذا راعت الناظر صورة جميلة لم يخل بروعتها أن يجد في تقاسيمها أو ألوانها وخطوطها مآخذ، أو يدرك في جزء منها موضعًا للتمني، وإن لقيت الناظر صورة فاترة لا روعة فيها ولا جمال، لم ينفعها بعدُ أن يتأمل فيرى إحكامًا في جزء منها، وإتقانًا في قسمة فيها، وكذلكم كبار الشعراء، فالشاعر الذي يكون أبا الطيب، هو شاعر عظيم لا محالة؛ ودع لفظًا معيبًا، وشطرًا مردودًا، وبيتًا مرذولًا، فما تزال الصورة رائعة جليلة، ولا يزال الشاعر هو أبا الطيب الذي جاء فملأ الدنيا وشغل الناس. هذا النص مأخوذ عن تقديم “المقتطف” في وحي القلم وخاتمة ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام لعبدالوهاب عزام.

Arabic Praise to the Architect of Self

Wed 12 Mar 2025

Arabic A believer eats in one intestine

Tue 11 Mar 2025

Arabic Where the Love of Life Delivers

Sat 01 Mar 2025

Arabic The Poet

Sat 15 Feb 2025

Other notes

نبوغ المتنبي

[2025-02-14 Fri 20:30]

في الصورة التالية: محمود شاكر يتحدث عن نبوغ المتنبي: 01.

الغامض في حياة المتنبي

[2025-02-12 Wed 20:09]

أختلف المؤرخون حول نسب وأصل المتنبي، وأورد أغلب المترجمون له ثلاثة أنساب مختلفة، والرواية الراجحة بين المؤرخين أنه كان ابن سقاء (والسقاء كان بائع المياه في ذلك العصر) وهذا كان عن راوية التنوخي وغيره. ومن الغامض أيضًا أنه قد سُجن بعض سنين في شبابه، وقيل إن سبب الدفن هو ادعاء المتنبي أنه نبي (ويذكر مع هذا غالبًا قوله: “أنا في أُمة تداركها الله - غريبٌ كصالحٍ في ثمودِ. أو روايته في طبرية أنه كان يعلم الناس بموعد هطول المطر)، وأضيف لذلك أن هذا سبب تسميته ”المتنبي" أي ادعاءه النبوة. وقد فند هذا القول الكثير من المحللين ومنهم ابن النحوي والذي قال إن المتنبي يعني العالي المرتفع عن الأرض. ومن الغامض كذلك عنه هو علاقته مع العلويين المنتسبين لعلي ابن أبي طالب، فمن الثابت تعلم المتنبي في مدارس العلويين (ومدارس العلويين لا يدخلها سواهم، وهذا غريب في حد ذاته، فكل الأنساب التي وردت للمتنبي لم تورد أنه علوي النسب) ولكن مع كِبر سنه، فإنه يتجنب العلويين ولا يمدح من قومهم سوى واحد تمرد عليهم، ويذكر أنهم تربصوا له وحاولوا اغتياله غير مره. وفي الصورة التالية يوضح محمود شاكر رؤيته لحياة المتنبي ويوضح اجتهاده لتقريب ما جرى من غموض: 01, 02, 03, 04, 05, 06, 07.

لا خيل ولا مال

[2024-11-28 Thu 18:01]

القصيدة دي لها مكان خاص عندي، من أول مرة قرأتها وحسيت بخصوصية لها وبؤلفه شديدة: المتنبي متثبت بخيط أمل رفيع للغاية (علاقته بأبي شجاع فاتك، ومُنياه في انقلابه على كافور الإخشيدي)، بيبدأها بإنه يبث فَقره: لا خيل عندك. ومعه هدفه من الغنى: “تُهديها”، أي الجود وليس المال لأجل الرفاه. حُزنه المستمر على بقاء نيته محل النية: “وَإِن تَكُن مُحكَماتُ الشُكلِ تَمنَعُني” وقدرته فقط على البوح بها دون إنفاذها: “فَلي فيهِنَّ تَصهالُ” تذكيره لنفسه بأمل مشقته ومعاناته في الحياة: لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ ... الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ، وأخيرًا تسليمه بأنه وُلد في غير زمانه هذا النص مأخوذ عن تقديم “المقتطف” في وحي القلم وخاتمة ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام لعبدالوهاب عزام. : ذِكرُ الفَتى عُمرُهُ الثاني وَحاجَتُهُ ما قاتَهُ وَفُضولُ العَيشِ أَشغالُ. عَرفت فيما بعد أن المتنبي كتب هذه القصيدة عندما كان يقطن نفس المدينة التي أقطنها حاليًا، ويا لها من صدفة. مات أمل أبو الطيب المتنبي (أبو شجاع فاتك) بعد شهور قليلة من القصيدة، وماتت بعده أمال المتنبي الكثيرة، ومات معها فارسًا مقبلًا. طيب الله ثراه.

Footnotes:

هذا النص مأخوذ عن تقديم “المقتطف” في وحي القلم وخاتمة ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام لعبدالوهاب عزام.

لّermontov